الجمعة، 30 يوليو 2010

الصرامة من أهم المبادئ التي لابد أن يتحلى بها التاجر ولو بالحد الأدنى.

في السنوات الأولى من ممراستي لهذه المهنة كان يعمل لدي شاب متخرج من الجامعة الإسلامية.طلبت منه أن يأتي ليساعدني مقابل أجر مالي ريثما يفرج عليه الله .هذا الشاب أشهد أنه إنسان أمين و يتميز بأخلاق عالية و ثقافة معتبرة و مجموعة من الخصال التي يحسد عليها.لكن المشكل الذي عشته معه هو أنه يتميز بحياء يمكنكم القول أنه مرضي ، فرغم أني كنت أوصيه في كل يوم بعدم البيع بالأجل إلا للأشخاص الذين أحددهم له ،إلا أنه في كل مرة كنت أكتشف إقراضه مبالغ لأشخاص آخرين .


مرت مدة و نحن على تلك الحال ، و بعد أن استفحل الأمر خيرته بين أمرين : إما أن يلتزم بالتعليمات و إما أوقفه و أبحث عن بديل له.

جوابه كان ككل مرة ، التأكيد على أنه سيغير من سلوكه. لكن في ذلك الوقت و رغم أنه تحسن قليلا إلا أنه بدأ يقرض مبالغ لبعض الزبائن خلسة و يطلب منهم أن يسددوها له هو دون أن يعلموني بذلك.

في أحد تلك الأيام و بينما كان هو يقضي قسط من الراحة في المنزل جاءتني عجوز و قالت لي : يا ولدي هل أدفع لك أنت حق السلعة التي اقترضتها منكم أم أدفعها له هو.
سألتها لماذا طرحت ذلك السؤال فأخبرتني بالحكاية.

لما عاد طلبت منه أن يعطيني مفتاح المحل و أخبرته بأني قررت الإستغناء عن خدماته ، و أني ليس لدي أي شيئ ضده سوى أني اقتنعت من أنه لا يصلح لمزاولة هذه المهنة.

المشكل الذي يطرح في مثل هذه الحالات هو أن الزبون المتلاعب يتعمد بناء علاقة ودية مع صاحب المحل أو مع العامل و لما يضمن بأن ضحيته قد ارتاح له يبدأ في طلب حاجات بذرائع مختلفة ، حتى إذا ما استفحل الأمر و طالبه صاحبه بدفع ما عليه ينقطع عن المجيئ إلى المحل و يدخل في مغامرة جديدة مع محل آخر.

لذلك فالتاجر الذي لا يستطيع أن يتحكم في الدين و يقول:" لا" في وقت اللزوم فهذا من الأحسن ألا يتعب نفسه بتجريب حظه في هذه الحرفة.

من جهة أخرى فالتاجر الذي يتميز بعصبية مفرطة أو بضعف شديد في الشخصية بحيث لا يستطيع أن يتحكم في الموقف خاصة في حالات سوء التفاهم فهذا أيضا يتعذر عليه أن يحقق أهدافه بشكل مقبول.

هناك 3 تعليقات:

  1. للوهلة الاولى قد يستغرب القارئ هذا كلام البوست
    وانا عن نفسى كنت من المسغربين على مثله من سنوات
    ولكن التجربة والاحتكاك فى العمل وخصوصا مع اشخاص و شركات اثبتت انه لا مكان للطيبين جدا جدا
    حدث موقف مثل هذا : تقدم معنا زميل للمقابلة للاتحاق بالشركة - زميلى هذا كان طيب جدا ومن الملتزمين - الا انه رُفض وكان رد الادارة انه طيب جدا وصريح ولن يصلح للتعامل مع العملاء
    والعمل يحتاج لقدر من الصرامة فعلا وحبذا لو كان مخلوطا بالمرونة
    اغلب التجار واصحاب الشركات المصريين يتميزون بالصرامة - وفى اوقات تكون فى غير موضوعها - ويفتقرن الى المرونة ولا احدثك عن شدتهم فى موضوع الدين والبيع الأجل .
    ــــــــــــــــــــــ
    من مجالى
    اعتقد ان نظام قوى وشامل مفيد ايضا للعمل وقد يسبق الصرامة كأن يتم تحديد مسئوليات الموظف بدقة ومطالبته بانجازها حتى بدون رقابة
    معك فى ان الصرامة تحافظ على قوة العمل

    ردحذف
  2. قصة رائعة اعجبني موقعك
    بارك الله فيك

    ردحذف
  3. و الله استفدت جدا جدا من مدونتك بارك الله فيك

    ردحذف