الأربعاء، 30 مايو 2012

حِرفيا فعل التجارة يقتضي أن يكون له بعد أخلاقي يضبطه.

في الغالب الإنسان حين يمارس التجارة ، أو يفكر في احترافها يكون يفكر في الربح المادي الذي ينجم عنها، لكن في الأصل المفروض يخوض هذا الغمار من منطلق أعظم .. المفروض يقتنع بأن هذه المهنة تتيح له الفرصة كي يكون له دور في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه ، و أنه مصخر من قبل الله سبحانه و تعالى لأداء هذه المهمة ، حيث يزود أفراد مجتمعه باحتياجاتهم من السلعة التي يتاجر فيها ، لذلك فالنتيجة الاولى التي يتطلع إليها  المفروض تتجه صوب رضوان الله سبحانه و تعالى و راحة أفراد مجتمعه..صحيح هو سيجني من وراء هذه المهنة ربح مادي يسمح له بتلبية احتياجاته الخاصة لكن هذا الهدف المفروض يأتي تابع للهدف الأول .

قد يقول قائل " هذا كلام مثالي " ، لكن التجربة أثبتت على مر التاريخ أن كل من يحصر غايته من هذه الحرفة في الماديات سيمنى بفشل ذريع في حياته.

قد يحصل على المال لكن هذه العقلية ستأثر سلبا في الجوانب الأخرى من حياته . سوف يجد صعوبة في التأقلم مع جيرانه و أصدقائه ( هذا إن كان له أصدقاء أصلا ) ، و سيفشل في تربية أولاده و سيكتشف و لو بعد حين انه اشترى ــ كما يقال في المثال الدارج ــ الهم بالدرهم .. و عد في هذا الإطار إن شئت للمثل الفرنسي القائل "  المال لا يجلب السعادة " (  l'argent ne fait pas le bonheur  ) ، فالفرنسيين بالرغم من ان حضارتهم مبنية بشكل شبه كلي على المادة إلا أن التجربة علمتهم أن الأبعاد الأخلاقية هي الدعيمة الأساسية التي تبنى عليها الحياة و من ضمنها طبعا هذه الحرفة ، خاصة و أنهم اكتشفوا أن التاجر الماهر الذي يراعي البعد الأخلاقي في سلوكه المهني ، اكتشفوا أنه يحقق أرباح أكبر من التاجر عديم الأخلاق ، هذا بالإضافة للنجاحات الأخرى التي يحققها في مختلف جوانب حياته.

هناك 3 تعليقات:

  1. تفكيرك هذا جماعي رائع، تبدو فيه جلية الحيرة على الآخر والانشغال بهمّه. وهذا ما يجعل مال التاجر كلما نما كان خيرا له ولعامّة الناس، مراقبة الله حلّ والإنسانية حلّ وكلاهما من هدي نبينا الكريم صلى الله عليه وسلّم. بوركت طيبتك أخي توفيق

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا باسم.
      مرورك و شهادتك أعتز بهما كثيرا.

      حذف
  2. لدية محل صغير اغلب يخدون با دين فان لم ديدنهم لن يشترو منك

    ردحذف