الأحد، 3 يونيو 2012

الزبون " السامط " و دوره في نجاح التاجر.

كلمة "سامط" تطلق في اللهجة الجزائرية على الأكل السامج لكنها تطلق مجازا على الإنسان المزعج ، و أنا أوردتها هنا بهذا المفهوم الأخير لسببين اثنين.

السبب الأول أن التاجر حين يتعامل مع الزبائن المفروض يكون مستعد للتعامل مع مختلف أطياف المجتمع و مختلف أشكاله و ألوانه ، و هذا يحتم عليه أن يضع عاطفته جانبا ،لأن القاعدة تملي عليه كمحترف أن يتعامل معهم ليس على أنهم أصدقاؤه ، أ و أحباؤه  بل على أنهم زبائن تربطه بهم المصلحة المتبادلة ، بمعنى أنه مطالب بالتأدب معهم و التظاهر كأنه غير منتبه لسلوكهم المزعج ،لأن هذا سيساعده في توسيع دائرة زبائنه و اكتساب سمعة طيبة في أوساط المجتمع الذي يستهدفه بتجارته.

السبب الثاني و هذا لا يقل أهمية عن الأول يتمثل في الزبائن الذين يقضون طول حياتهم في التنقل ما بين المحلات يسألون التجار عن الأسعار و اكتشاف من يشترون منه بأقل الأثمان . هؤلاء يجب الإعتراف بأنهم من " أسمط " الفئات التي نتكلم عنها ، ذلك لأنهم كثيرا ما يزعجوك بكثرة أسئلتهم عن الأسعار ، خصوصا لما يتواجد في المحل زبائن آخرين فيبدأ أحدهم بشتيت انتباهمك بأسئلة متتالية عن ثمن هذه السلعة أو تلك.
استفادتك من هذا النوع من الزبائن تكمن في أنهم يساعدوك بدون قصد في دراسة الأسعار المتداولة في السوق.فالمحل كلما زادت نسبة زبائنه من هذه الفئة كلما كان ذلك مؤشر إيجابي على أن الأسعار التي يبيع بها أفضل من بقية التجار . ثم من ناحية أخرى هذه الفئة يجب الإنتباه إلى أنها ثرثارة ، و إذا ما اقتنعت بك فهي تتحول إلى أدات دعاية مجانية تروج لك بين أفراد المجتمع.

ختاما أحرص أن أشير إلى أن الإلتزام بهذه التدابير نسبي وأنه لا يوجد فوق ظهر الأرض تاجر يستطيع أن يتجرد كلية في امتثالها ، لكن على العموم أكثر التجار نجاحا هم أكثرهم امتثالا.

هناك 3 تعليقات:

  1. وضع الأسعار على السلع أو لوحة تسعير كبيرة في المدخل توفر الكثير من الجهد والاكسجين والأعصاب المهدرة جميعا في التعامل مع الناس.
    أعتقد صديقي توفيق أنني منذ أيام كنت أبيع بمحل تاجر ثم صار لي محلي الخاص ثم مقهى انترنت ونوع جديد من الزبائن، ثم مقاولة... أهم ما تعلمته أن الزبائن يستطيعون جعل التاجر عالم نفس.
    أود فقط أن أذكر أخي بنظرية تعلمتها من نمط الغرب في المحلات، المالك يرفض أن يشتغل عملا يتطلب وجوده الشخصي بأكثر من الثلثين، ذلك أنه -بنظرهم- أشبه بالوقوع في حفرة اسمها الدكان يستحيل تطويرها بجدية من خارجها. هذا غير الكثير من تفكيري.
    أرجو لك دوام التوفيق واعذر إطالتي التعليق :(

    ردحذف
    الردود
    1. باسم يبدو أني سأناديك مستقبلا الشيخ باسم.

      أولا أنا أفضل عدم وضع الأسعار على البضائع لمجموعة من الأسباب .

      السبب الأهم أن بعض الزبائن أبيع لهم بأسعار مرتفعة نوعا ما و هذا يعود لأساباب أفضل تأخير الحديث عنها في موضوع مستقل.

      فيه بعض السلع أعرض أثمانها لكني أفضل عدم عرض أسعار كل السلع.

      النقطة الثانية المتعلقة بالمقولة " المالك يرفض أن يشتغل عملا يتطلب وجوده الشخصي بأكثر من الثلثين، ذلك أنه -بنظرهم- أشبه بالوقوع في حفرة اسمها الدكان يستحيل تطويرها بجدية من خارجها. " هذه الفكرة أنا مقتنع بها تماما لكن الملاحظة التي أسجلها بخصوصها هو أنك في كثير من الأحيان تكون بحاجة إلى كسر هذه القاعدة كأن تكون بحاجة إلى مدة من الوقت كي تجمع مبلغ مالي معين فتحتاج كي تباشر عملك في المحل بنفسك .
      الحالة الثاني أن تكسر القاعدة من حين لآخر كي تأخذ فكرة عن مجريات الأمور في تجارتك بما يساعدك في التحكم فيها بشكل أكبر و من ثم إدارتها بحيث لا تتعرض لنهب العمال الأجراء

      حذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف